• في البدء .. أنا
  • حديث بيننا..
  • وحدثوا عني ..
  • قلته على ورق ..
  • كلام الصورة

  • عدد التعليقات:30 | 2,500 قراءة للموضوع | فضاء: مقالات | Print This Post |

    ثقافة (الإرتزاق) : ولد ..ليتعلم ويأكل فقط..!

    الكاتب: - يوم: 2 July, 2009

    الشيخ الفوزان يرد على مديري جامعتي جازان والقصيم: لابد من فتح كليات الشريعة ..وليس مجال علماء الشريعة مقصوراً على سوق العمل

     

     

    رد الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، على تصريحات مديري جامعتي القصيم وجازان، حول كليات الشريعة, وعدم حاجة سوق العمل لخريجي هذه الكليات, وتأكيد مدير جامعة جازان على عدم فتح كلية للشريعة، لعدم حاجة سوق العمل لهذه التخصصات, إضافة إلى ما قاله مدير جامعة القصيم، حول وقف القبول في كلية الشريعة وأصول الدين لنفس السبب.
    قال الشيخ الفوزان: إن ما قاله بعض مسؤولي الجامعات “إن سوق العمل لا يتطلب فتح كليات للشريعة في الجامعات”, كأنها صدرت من بعضهم، من غير تأمل وإدراك لحاجة المجتمع إلى العلم الشرعي في كل زمان ومكان؛ فالناس بحاجة دائمة إلى علماء الشريعة، فهم ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في القيام بالدعوة إلى الله، والفتوى والتعليم والحسبة والإمامة والخطابة ، فوجودهم في المجتمع ضمان للقيام بهذه المهمات الضرورية. لقد صور النبي -صلى الله عليه وسلم- أثر فقد العلماء في الأمة بقوله: (وإنما يقبض العلم بموت العلماء، فإذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالاً فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).

     دل هذا الحديث، على أن الناس بحاجة دائمة إلى العلماء، وأنهم إذا فقدوهم، اتخذوا بدلهم رؤساء جهالاً، فأفتوا لهم بغير علم، فضلوا في أنفسهم وأضلوا من أفتوهم بغير علم، فتقع الكارثة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. العلم إنما ينال، بالتعلم على أهله المختصين به، في كليات الشريعة ودور التعليم. كما أن العلماء يموتون، فلابد أن يكون هناك من يخلفهم، ولا يتحقق هذا، إلا باستمرار التعليم الشرعي بإيجاد كليات للشريعة.
    أكد الشيخ الفوزان كذلك: لابد من فتح كليات للشريعة في الجامعات، وليس مجال علماء الشريعة، مقصوراً على سوق العمل الوظيفي، كما يتصور.

     أضاف الشيخ الفوزان :العالم الشرعي، عمله مستمر في المجتمع، سواء كان في وظيفة حكومية أو في غير وظيفة؛ فهو يعمل دائماً في حضره وسفره، وأينما وجد.

          *************

    هذا الخبر نشرته صحيفة (سبق) الإلكترونية. التصريح .. أن يصدر من مدير جامعة، كان مثيرا للسخرية..!

    لماذا ..؟

    في بلدنا .. لايستطيع المسؤول، المناط به وضع سياسات تؤثر في المجتمع، أن يفكر بمعزل عن صخب (الخطاب الغوغائي)، الذي لا يخلو من (أدلجة).. أو سياسات حكومية رسمية، تضخم عندها (الهم) الأمني المزيف، إلى الحد الذي تضع فيه مصدات خرسانية حول المستشفيات..!!

    في فترة سابقة، كان عندنا مشكلة أمنية، أتسمت بطابع ديني. المشكلة تم حلها .. أمنيا وتثقيفيا، لكن.. تشكل حول أحداثها وتداعياتها، (ثقافة إرتزاق).. وتسلق..! هناك من أستفاد، وما يزال يستفيد (ماديا)، من إستمرار وبقاء أجواء التوتر والتوجس.

     أيضا .. هناك من يغذي، عبر ثقافة الإرتزاق هذه، التي أفرزتها المشكلة الأمنية.. أجندته الخفية. تحتوي هذه (الأجندة) الأيدولوجية بطبيعتها، على خصوم مفترضين، يجب تصفيتهم وإقصاؤهم. تشتمل الأجندة كذلك..ضمن أهم أهدافها، على أن هناك (منهجا) شعبيا متجذرا، لايمكن إقتلاعه، إلا باستلهام (التجربة التونسية).. بتجفيف منابع هذا المنهج..!

     أصبح هناك (حلفا)، وتوظيفا متبادلا لـ(الفوبيا)، التي اجتاحت الدولة، بسبب العنف (الديني). المستفيدون (ماديا)، يريدون بقاء المجتمع في حال تأهب أمني، من خلال استمرار (المظاهر) الأمنية، وزيادة وتيرة الممارسات الأمنية، ورفع مستوى السقف الأمني.. لتحقيق (مكاسب) معينة.

    أصحاب الأجندات في المقابل، تسمح لهم هذه الأوضاع، بالتوسع على حساب (الآخر) الديني، الذي اصبح يوصم بـ(الإرهاب).  لذلك..صار ينظر لكل نشاط، أو مؤسسة (دينية)، على أنها محضن لمشروع (إرهابي) محتمل..! التوسع على حساب الآخر .. (الديني) ونفيه وإقصاؤه.. و(تجفيف) منابعه، يتطلب وجود عمل (مؤسسي) يخلق تيارا،  تتخلق من حوله قاعدة (شعبية)، تدعم مطالبه، حتى لايبدو، وكأنه عمل (فردي)..! المدارس الفلسفية الكبرى، التي أثرت في الفكر الإنساني.. مثل (مدرسة فرانكفورت) و(مدرسة شيكاغو)، حاضرة بقوة هنا. لذلك.. صدرت (جريدة الوطن)، لتقوم بدور الحاضن، والناطق، للتيار (القادم)، كما ظهرت (قائمة طويلة) من الخصوم، التي تمثل (منابع التطرف) المحتملة، التي يجب تجفيفها : المنهج الدراسي، حلقات تحفيظ القرآن، المراكز الصيفية، مخيمات التوعية والمحاضرات، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القضاء. ثم الآن ..(كليات الشريعة) ..!

    بالعودة إلى الخبر، ليس بالضرورة أن تربط (كل) مخرجات التعليم بالعمل. خصوصا أن الدولة، لم تعد ملزمة، لانظاما ولا أدبيا..بتوفير وظائف للخريجين في القطاع الحكومي. بالتالي.. الشخص الذي سوف يختار تخصصا بعينه للدراسة، يكون مسؤولا عن نفسه، في توفير فرصة العمل التي يتطلع اليها، وفق إختياره التعليمي والمهني.
    أمر آخر.. وهو متبع في كل جامعات العالم، هناك تخصصات مهمة وضروري وجودها، لأي مؤسسة أكاديمية، وللسمة العامة لثقافة المجتمع..وغير مرتبطة تماما، بالوظيفة أو سوق العمل. تخصص مثل (الفلسفة) مثلا، يوجد في معظم جامعات العالم..يستوي في ذلك، جامعات عريقة، مثل اكسفورد وكامبريدج في بريطانيا، أو الجامعات الأمريكية العريقة مثل كولومبيا وهارفرد وستانفورد وييل وبيركلي .. وغيرها من الجامعات، الأقل شهرة ومستوى.

    أطرف ما في رد مديري الجامعتين، ربط تدريس الشريعة، بالحاجة للعمل..! أيهما أهم .. الفلسفة أم الشريعة..؟ هل الجامعات العريقة، التي ذكرت قبل قليل، لم (تنتبه) لأهمية ارتباط الفلسفة، بسوق العمل.. وبالتالي يتوجب (إلغاء) تدريسها في تلك الجامعات.. وهو ما انتبه إليه مدراء جامعاتنا.. فرأوا عدم تدريس الشريعة في الجامعات..!

    جـــــــــائز..! لأن الإنسان عندنا.. ربما، ولد ليتعلم و(يأكل) فقط..!

    رضي الله عن الشيخ صالح الفوزان..

    عدد التعليقات:30 | 2,500 قراءة للموضوع | فضاء: مقالات | Print This Post |

    اترك أثــراً..