• في البدء .. أنا
  • حديث بيننا..
  • وحدثوا عني ..
  • قلته على ورق ..
  • كلام الصورة

  • عدد التعليقات:19 | 2,740 قراءة للموضوع | فضاء: مقالات | Print This Post |

    ومعاذ في يده عباءة ..

    الكاتب: - يوم: 20 May, 2009

    كيف يتحدث إنسان عن الجمال، وقلبه ينزف..؟

    جاءتني قصيدة الانسان الجميل ” أحمد المنعي “.. عن هديل(ي)، أسكنها ربي مراتبه العلا،  فكان لقاءً.. بين الوجع والبهاء. عام مر .. وهديل لم تغب أبدا .. نبضا ودمعا. أمر جديد اكتشفه : حينما يحرض الجمال على البكاء..!

    لم تكن (قصيدة)..هذه التي قلتها يا أحمد. كان حديث الجمال عن الجمال. حيثما تلفت .. أجد هديل : في الافق، في الغيم ، في نظرة المرأة الساحرة، في المشاريع والاحلام العذبة الجميلة.. وفي اللغة المدهشة الجميلة. قلت ذات نص : ” ظللت أبحث في كل (خيال أسود) عن جنتي”.  كانت هديل في عبائتها، ” وهل الحياة سوى عباءة”..؟!

    وكانت (قلادتك) الجميلة هذه : جمال .. لم يزد، على أن أشرع الباب عن رجل .. مر عام وما زال يبكي حمامته ..!

    ومعاذ في يده عباءة

    By أحمد المنعي

     

     

    .. قُصَاصة ..

    اليوم .. 16-5-2009

    يكتَمِل عامٌ واحدٌ طويل ..

    كنتُ أنتظر أن تغلِّف الحياة ذلك الحزن بغشاء النسيان .. كما تفعل دائماً !!

    ولكنّ هديل رحمها الله ، حكايَةٌ تستيقظ كل صباح .. وترتسم على كلِّ مَدَى ..

    لم أجد سبباً لنشر قصيدة قديمة كهذه .. سوى أنها قصيدة لم يعلُ غبار الأيام عليها .. رغم مرور عام .. واحدٍ .. طويل ..

    /

    .

    .

    \

    .

    /

    .. قُصاصة أخرى ..

    بالأمس .. 16-5-2008

    كنت أقف في مكان قصيّ من المقبرة ، أشاهد زحام الناس على فم القبر يهيلون التراب ، إذ خرج من بينهم شيخ كبير ، عُفِّرَ وجهُهُ بالتراب والسِّنين ، وفي يده قطعة قماشٍ سوداء..

    تقدّم إلى فتى صغير كان يقف بجواري ..

    أعطاه ما كان في يده .. وقال :

    يا معاذ يا وْلِدِي ، هذي عباية المرحومة عَطْها لأمها وادعوا لها .. !

        

    الإهداء .. إلى د. محمد الحضيف

    -1-

    للأرضِ رَائحةُ الذهولِ وفي السماواتِ انْكِسَارْ

    ويَجِيءُ مِنْ قَلْبِ الزِّحامِ الشيخُ يَلْبَسُه الغُبَارْ

    في كَفِّه مَجْدٌ .. مَواكبُ عِفّةٍ .. بُقْيَا نَهَارْ

    خُذْ يا مُعاذُ.. قَدِ اكْتَسَتْ مِنْ سُندسِ الخلدِ الدثارْ

    حيثُ الطفولَةُ والبَرَاءةْ ..

    ومعاذُ في يَدِهِ عباءَةْ ..

    -2-

    يا رُبَّ أسْوَدَ طُهْرُهُ غَمَرَ الدُّنى نُورَاً .. وفَاضْ

    تلكَ العباءَةُ مِثْلُ إحْرَامِ الحَجِيجِ مِنَ البَيَاضْ

    وهَدِيلُ قلبٌ مُحْرِمٌ ، لله لَبَّى وأفَاضْ

    في حِجَّةِ الشَّوْطِ القَصيرِ مِنَ “الرِّيَاضِ” إلى “الرياضْ

    حتى السَّوَادُ لهُ وَضَاءَةْ ..

    ومعاذُ في يَدِهِ عَبَاءَةْ ..

    -3-

    وتقُولُ رِيمَا : “يا أبِيْ .. أيَمُوتُ نَجْمٌ في عُلاَهْ ؟

    لا يا ابْنَتِيْ .. لهَديلَ عُمْرٌ .. مُنْتَهَاهُ .. مُبْتَدَاهْ

    كحُرُوفِها انْتَفَضَتْ شُمُوعاً خافقاتٍ بالحَيَاةْ

    وعَلَتْ كسَجْدَةِ قَانِتٍ .. وَجَدَ الحَلاوةَ في الصَّلاةْ

    فأجابَ خالقُه دَعَاءَهْ ..

    ومعاذُ في يَدِهِ عباءَةْ ..

    -4-

    أوَ تَعْجَبِينَ لأمْرِ رَبِّكِ ؟ هِذهِ الدُّنْيَا أصِيْلْ

    فَاْذْرِيْ بُذُورَ النُّورِ يا رِيمَا كما فَعَلَتْ هَدِيلْ

    حَتىّ إذا كانَ الغروبُ .. وأغْمَضَتْ عَيْنُ الرَّحِيلْ

    حَصَدَتْ برَحْمَةِ رَبِّها في الجنَّةِ الصُّبْحَ الجَمِيلْ

    ضَوْءَانِ بينهما انْطِفَاءَةْ ..

    ومعاذُ في يَدِهِ عباءَةْ ..

    -5-

    كانَتْ طُوَى ولرُوحِهَا مِنْ جَانِبِ الدُّنْيَا قَبَسْ

    كانَتْ تُعَلِّمُنا رُواءَ القلْبِ مِنْ بَعْدِ اليَبَسْ

    أنَّ العُقُولَ بلا عُلُومٍ كالرِّئاتِ بلا نَفَسْ

    وبأنَّ في العِلْمِ النَّقَاءُ .. وأنّ في الجهلِ الدَّنَسْ

    كانَتْ .. تُعِلَّمُنا القِرَاءَةْ ..

    ومعاذُ في يَدِهِ عباءَةْ ..

    -6-

    وَهَنَتْ جِبَالٌ يا أبِيْ ممَّا رَأتْهُ وما وَهَنْتْ

    إنِّيْ قَرَأْتُ كِتَابَ حُزْنِكَ .. يا لِقَلبِكَ كَيْفَ كُنْتْ

    لوْ لم يَكُنْ أيُّوبُ في الذِّكْرِ الحكِيمِ لقُلْتُ أنْتْ

    ولقَدْ فَتَنّا ” سُلْوَةٌ لكَ يا أبِيُّ .. وقَدْ فُتِنْتْ

    سَيَناَلُ مَنْ يَطْغَى جَزَاءَهْ ..

    ومعاذُ في يَدِهِ عباءَةْ ..

    -7-

    ولأمِّها .. للأرْضِ تَزْرَعُها حُقُولاً مِنْ عَفَافْ

    قَبِل الكَرِيمُ الزَّرْعَ مِنْكِ .. وشَاءَ للأبَدِ القِطَافْ

    إِنْ صَارُ قَلْبُكِ فَارِغاً فِيْ فَقْدِ مَنْ مَلأَ الشِّغَافْ

    فلتَهْنَئِيْ يا أمَّنا .. فَهُوَ الحَرَامُ على الجفَافْ

    يَسْقِيْهِ مُزْنُ الله مَاءَهْ ..

    ومعاذُ في يَدِهِ عباءَةْ ..

    -8-

    إيْهٍ مُعاذُ .. تَكِيدُنا الدُّنيَا .. وتَسْرِقُنا السُّنُونْ

    ونَبِرُّها .. ونَظُنُّ فيها مِنْ جَهَالَتِناَ الظُّنُونْ

    ونَزِيغُ عَنْ مَرْأَى الحَقَائِقِ كي نَكُونَ فلا نَكُونْ

    ما الحَقُّ إلا أنَّنا يا صَاحِبِي رَهْنُ المَنُونْ

    رَهْنُ المَشِيبِ أو الفُجَاءَةْ ..

    وهَلِ الحياةُ سِوَى عَبَاءَةْ ..!

    أحمد المنعي

    http://almene.wordpress.com/

    عدد التعليقات:19 | 2,740 قراءة للموضوع | فضاء: مقالات | Print This Post |

    اترك أثــراً..