• في البدء .. أنا
  • حديث بيننا..
  • وحدثوا عني ..
  • قلته على ورق ..
  • كلام الصورة

  • عدد التعليقات:1 | 1,757 قراءة للموضوع | فضاء: مقالات | Print This Post |

    كســرى.. و (القبـــائـل العربيــة)..!

    الكاتب: - يوم: 17 May, 2009

    القيصر يهنيء كسرى..!
    هنأ الرئيس الامريكي شعب ايران، ورئيس الجمهورية (الاسلامية) الايرانية، بمناسبة عيد (النوروز) .. وهو عيد (وثني)، يحتفل الفرس به، منذ اكثر من 3 ألاف عام..!

    في فترة تاريخية، كان الفرس والروم في صراع، ويتناوبون الهيمنة على القبائل العربية. لم يتغير التاريخ كثيرا، فقد بقيت (قبائل) العرب على عصبيتها، وتشرذمها، وتوزيع ولاءاتها، وكيد بعضها لبعض. حتى في ادوارها التاريخية.. في التبعية والولاء، عاد الوضع كما كان : قبائل العرب (الكبيرة)، يهيمن على بعضها الروم، والأخرى عادت لسيطرة (الفرس). الذي اختلف فقط، في تاريخ (قبائل) العرب المعاصرة، عما كان عليه اسلافها، انها لم تفلح في شيئ، ولا أن تجتمع في (ذي قار) أخرى. ليس هذا فقط، بل إن الروم والفرس اتفقوا على (تقاسم) الأعراب، بدل التقاتل على تبعيتهم و(مراعيهم)..!

    في خطاب التهنئة، الذي وجهه الرئيس الامريكي، كانت مظاهر الافلاس والهزيمة، تنضح من وجه الرئ��س.. الذي كان يتساقط ذلا، وهو يمد يد التعاون (العلني)..لكسرى فارس، يهنئه بعيد من اعياد المجوس، ويطلب منه المساعده في العراق وافغانستان، للسيطرة على السنة العرب والافغان..الذين هزموا (الامبراطورية) الامريكية..ومن خلفها الروم، وكانوا من قبل، قد دمروا امبراطورية فارس، ومنعوا الاعياد والطقوس الوثنية..!

    يشهد الاقتصاد الامريكي تراجعا، يجعل امريكا غير قادرة على تمويل آلة حربها، وإدارة (غزاواتها) وحروبها، في العالم الاسلامي. الحلفاء الأوروبيون، ادركوا افلاس المغامرات العسكرية الامريكية، وجاءت الازمة الاقتصادية العالمية، التي تسببت بها المؤسسات المالية الامريكية..لتصدع اقتصاداتهم،وتفلس مؤسساتهم المالية، المرتبطة بالاقتصاد الامريكي. أزمة عميقة، أدخلتهم في دوامة.. ومـأزق حقيقي، من الركود والبطالة.

    لم تعد امريكا تستطيع تمويل حروبها، فضلا عن شن حروب استباقية. كما ان حلفاءها في (حلف الناتو)، ادركوا عمق أزمتهم، وأنهم أعجز من أن يستطيعوا دفع فاتورة الحروب الاستعمارية المكلفة، الممتدة بين بغداد وكابل. ليس عن حكمة وتعفف، وهم شركاء (الجرائم)، التي ترتكب..من غزة إلى وادي سوات. لكنها الحرب.. بفاتورتها العالية، بشريا وماديا، حين ينهض لها الرجال: بالايمان، والإرادة..وروح الإصرار على المقاومة.

    أمريكا التي دحرت في العراق، واستنزفت هناك.. ماديا وبشريا، و(تنزف) بغزارة في أفغانستان..بإرادة المقاومين الشرفاء، لم تجد أفضل من (حليفها) القديم.. ايران، لتنقذها من ورطتها، بعد أن نضب المال، عصب الامبرياليات الاستعمارية..!

    دعوة (اوباما) الصريحة لايران للتعاون، تمثل امتدادا لعلاقة طويلة، وغير معلنة، غطيت بصخب اعلامي متبادل، عناوينه : “الشيطان الأكبر” و”محور الشر”، لمصلحة رآها الطرفان. تمتد علاقة البلدين، بعد ثورة الخميني (الاسلامية)، من  شحنات السلاح الاسرائيلي لايران، في فضيحة (ايران كونترا)، مرورا بعبور طائرات B52 الامريكية، التي كانت تقصف كابل، عبر الاجواء الايرانية.. لاسقاط حكومة طالبان الاسلامية.. وانتهاء بمشاركتها في احتلال العراق، من خلال ضبط ومنع المجموعات والميليشيات (الشيعية)، من مشاغلة القوات الغازية، لتسهيل سيطرة قوات الاحتلال الامريكية على العراق.

    يبدو المشهد..تاريخيا، مثيرا للمرارة والسخرية. لكن الواقع الاكثر امعانا في الاحباط، أن الحاضر اكثر قبحا. دول عربية، تمتد من المحيط الى الخليج، بتعداد سكاني يصل الى 300 مليون انسان، تتصرف وكأنها (قبائل). تتقاسمها أمريكا وايران..مناطق نفوذ.

    مالذي حدث ..؟!

    متى كان الفرس.. منذ (القادسية)، ومصرع كسرى، يطمعون بموطيء قدم في بلاد العرب.. لولا الذلة والهوان..؟ كيف صار لايران هذه القوة والنفوذ، واقتصادها اضعف من اقتصاد (دبي)..؟  لماذا تملك ايران هذا الدور الاقليمي المؤثر، ولا تملك (مصر)، الدولة (الكبيرة)..إلا ان تكون خفيرا (صغيرا) لاسرائيل، على معبر رفح، يمنع دخول الخبز والدواء، للاطفال الفلسطينيين..؟ لماذا (تقتسمنا) امريكا.. مع ايران، ومصالحها الاستراتيجية في بلداننا..؟
    هل يسأل الزعماء العرب انفسهم، هذه الاسئلة.. لـ(يفهموا)، لماذا تتمدد ايران، بدل هذه (الجعجعة) الاعلامية الفارغة، حول قصص مفبركة، عن (خلايا) حزب الله..؟!

    هل امتلكوا قليلا من (حياء)، وليس رؤية (استراتيجية).. أمام شعوبهم، ليسألوا امريكا : لماذا هم (ناقصون)، و كيف تفاوض ايران، على مصير بلدانهم..؟

    عدد التعليقات:1 | 1,757 قراءة للموضوع | فضاء: مقالات | Print This Post |

    آثار على الدرب..

    1. نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ..

    اترك أثــراً..